الفصل الخامس
![](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiFWh_65beCI0Tw8p4nnMIXBmtvZMGZ0l6TMhL7K6oStfWSYJVvV1uwKu0MfpMDBp_PW-Pu5vHR2Jv6fNxPY0jnfcs2F6kGCXR-E89md4i6S8_BO4ecOgZjGB4gSLK5bogQPgwhQUXUC7o/s320/5.png)
كانت السياسة بمتعتها وخطرها تستهويني... وأدخلتني في عالمها...عالم أكثره خدع ومكيدة...عالم تقول شيء وتفعل شيء آخر...عالم ليس للمشاعر فيه مكان...وليس للعاطفة أي متسع...حينها كنت قد أعلنت تمردي عن الكتابة في محيط الأدب ... بعد أن وجدت نفسي لا انتمي إلى عالم كله رقة وإحساس ومشاعر...وبما أن عالم الأدب هو عالم ينقلك مع التعبير اللغوي الفني الجميل...المعبر عن تجربة إنسانية عميقة... شعراً نثراً. وحرفا يتكأ السماء... ويمتطي الغيوم... فيكتب على ظلمة اليل...ويصنع فجرا من نور... تزهر الحقول في عالمه...لتجد أن النهار له لون آخر وجميل... وعندما يحل المساء...تسعد بالعزف على جبين القمر..
قلت لها:
سأعتزل السياسة...وأعود تلميذا في هواكِ...فاقبليني فقد أتيت إلى قلبك مهاجراً ...
وانزعي عني هذا الرداء ...
قالت :
أحببتك لأنك رجل سياسي… تمردت على عالمها واستبدلت الخداع والمكيدة...بالحب
والمشاعر والعاطفة...وجعلت السياسة معي غير...
أحببتك لأنك
تمارس السياسة معي أنا… وجعلت لها معنى غير... فان أحسست بالخطر وجدتك قد خضعت
لي…ولأجلي تعلن الحرب على كل شيء يضرني..وكل شيء يسبب بعدي…
أحببتك لأنك
قائد سياسي …تنهار الدول لأجلي …وتعقد لرضاي المصالحات والهدنات وتوقع الاتفاقيات
….
أحببتك أيها
السياسي الساخر. لأنك جعلت مني حدود لنفسك…لايتخطاها احد غيرك… ولأجلي تنازلت عن
كرسي الرئاسة.
قلت لها:
أنتِ ثورة. ولستِ انتفاضة روح ...
قالت: وكيف
أكون ذلك.؟؟
قلت لها: يا صغيرتي الحلوة... الثورة تغيير جذري
بكل شيء. وأنتِ استطعتِ أن تغيري فؤادي. جذرياً...
قالت :كنت
تقول أن لديك مقاومة قوية.
قلت لها
:سقطت مقاومتي ...فلم يعد هناك من شيء بجسمي ألا ويهتف لك...كم أحبكِ يا ثورتي
الجميلة..
قالت: كم
تحبني
قلت: اسألي
عيناكِ عني
قالت: ما هو
الحب عندك.؟
قلت: الحب
حياة بكل تفاصيلها
قالت: كيف
يكون الحب حياة.. صف لي هذه الحياة؟
قلت لها: ::
::الحب هو
حياة بكل تفاصيلها وتكويناتها وقسماتها…حياة تسكن فيها الروح وتعمر فيها الجسد
::الحب هو
ضوء ينير القلب… ويبدد كل مساحات الظلام… وهكذا الحياة أن لم يكن هناك ضوء لما
عاشت المخلوقات..
::الحب…هو
ماء القلب والروح والبدن…يسقي القلب…فتنبت فيه بذرة الحب …لتكبر …تكبر …وتكبر… دام
الإنسان حياً.. وهكذا بذور الأرض تموت
بدون ماء… فهو الحياة لكل شيء حي..
::الحب… هو
مدينة حين تشاهدها …تأسرك مناظرها وجمالها وتأسر فؤادك…وتهيم بدروبها وطرقاتها عشقا وطرباً…وهكذا هي الحبيبية…تهيم
فيها عشقا عندما تلامس عيناك عيناها…
وتقترب المسافات بين حدي رمشها وجفونك
::هذا هو
الحب…بحر عظيم…تتلاطم فيه أمواج المشاعر..ويقذف بكل شيء ميت ولا يقبل في جوفه إلا
اللؤلؤ والمرجان والأصداف..الحب هو بحر…في
مد وجزر…تمتد المشاعر إلى أقصى
درجاتها…ويأتي الجزر ليبعد مسافات الاختلاف ..الحب… سلوك منتظم يتناوب عليه
في دورته اليومية… القلب والعين والحساس… هو أشبه بدورة الأرض…مع كل دورة … وهكذا
الحب ليس جمادا وثابتا… بل يدور حول القلب…فيزيده حركه ونشاط وعشق… الحب… مطر…
شمس… نجوم… هواء يستنشقه الجسم..الحب…هو التقاء ومودة وبناء….وهكذا الأرض والحياة…
في حركة وبناء وعمران…والحب هو عمران الروح وبناء الجسد..
تبسمت …
وقالت: عجباً…
قلت لها:
وما العجب؟
قالت: كنت
أرى للحب وصفا أخر!!!
قلت لها:
بأي عيناً ترينه؟
قالت: أراه
في عينيك حياة…فكنت أنت حياتي..
قلت لها: حياتي يا بعد عمري
أنا ادري
انك تحبيني
وأنا ادري
انك
عشقتيني
وأنا ادري
أن الوفاء طبعك
ومثلك ما
رأت عيني
أميرة أن
تحركتِ
رزينة أن
تكلمتِ
مليحة أن
تبسمتِ
تثيري اللب
والإحساس
حياتي يا
بعد عمري
ويا حرفي
وإلهامي
كتبتك أول
أيامي
وأحلامي
وأنغامي
وسجلتك وسط
قلبي
وسكنتك حدقة
العين
لأنك منتهى
أحلامي
لأنك كل
أيامي
فأنتِ العمر
لي كله
وأنا لك كل
أعوامي
بقلم صالح اليافعي
يتبع الفصل السادس