الفصل الرابع
![](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhxBQzSEQDgTc5ejxbX8uMhaAEjcfMEAfMSOUCjWm2iv8pkP4jb8n_6n2MzsZJLlu-u79be9NAaaZuuuKyV7y7InN7FRfmybdWwC2Vc3q_LIdO2lE-B_znFj9FDwdzkLfdCgf_KCFf9lb4/s320/4.png)
جميلة هي
حين تأتيني مساءً...و تصبح أجمل حين يأتينا الصباح...أطرب لصوتها حين أسألها ..
-أين أنا
منكِ؟
فتقول ..-أنت
عينّي التي أرى بهما
و حين
تسألني .. -أخبرني أنت ..من أكون أنا ؟
أقول لها
..بهمسٍ يشبه الصراخ ..
-أنتِ
والوطن سواء
-ذات صباح
بدأ مشرقِ.. قلت لها
- قولي ؟؟
- ماذا
أقول؟؟
هل أقول أن
هذا الصباح ..بدأ أجمل
-
بالتأكيد...لآن نسيم هواكِ قد مر فيه.
- أم أقول
أن ندى الصباح صار أعذب ..لا ...لن أقول فقد أصبح الصمت ابلغ..!!
أردت أن
اكسر جدار الصمت.. قلت لها:
- يا.. وطني
أنت ِ
-نعم ...يا
عيوني أنتَ
-
أحبك..أنتِ وطني.. ووطني أنت.
و كيف لا
تكون كذلك؟؟...فزرقة ثوبها تشبه سمائي...و سمرة وجهها أرضي...و صفاء قلبها ,,تاريخ
ميلادي...أحبها. أنا أحبها ..و كم تُحبني هـي...أحبها حين تقول أنني عمرها...و نبض
قلبها ...و روحها التي تحي بها... هي من سكنت أمواج غربتي على مرافئها...وهي من
همست أحرف لغتي لأجلها..
قلت لها: ..
-أشرقت
الشمس من جديد..
-ألست معي ؟
لقد أشرقت منذ التقينا البارحة ..
حينها أردت
إن اكتب لها رساله عشق.. قبل أن تغادر إلى مضاربهم... ولكن لم استطع الكتابة... و
قيل إذا لم تستطيع أن تكتب... أو توقف الهام الحرف.. وفن العزف على الأبجدية عليك
أن تعود للقراءة.. ثم القراءة... وبما أننا نكره القراءة قبل الكتابة.. ونهوى سماع
الحكايات.. وأتذكر بعد قراءتي لقصة قيس بن الملوح وليلى العامرية.. كيف نزلت
الدمعات حينها.. وحرمت أن اقرأ قصة كثير وعزة.. إلا أن السياسة تبعدنا دوما عن
نبضات القلب.. وتهوى زرع الشقاق والفتن.. وحينها لم أجد إلا قلب تلك السمراء..وهي
تتمخطر بفستانها الأزرق.. وطوق الياسمين زينته رقبتها ذلك العقد... وبما أننا
أحياناً نرسم بعض الصور و نفاجأ بغيرها.. فهي أشبه بصورة تريد أن تضعها في برواز
لتكتشف أن ذلك البرواز كبيرا عليها... أو تجد أنها تكون مائلة إذا علقتها في ذلك
الجدار...ولكن الحب... وهي كلمة يقولها الغني والفقير.. وأسرف الكثيرون في قولها
حتى أنها أصبحت .. توزع على أرصفة العشاق التائهين... الذين يرمونها.. وهم مغمضي
الأعين...فالحب الحقيقي ليس ذلك الذي يأتي بسهولة.. ولكن الحب العظيم هو الذي تقف
أمامه كل العراقيل والعقبات.. وهنا يثبت المحب أنه فعلا قادر على تجاوزها إن كان
صادقا.. أما إن كان من أولائك التائهون على أرصفة العشق المحنط.. فقد تهوية.. فتاه
تبيع الورود في شارع الوهم.. ويميل إليها.. ويقترب قليلا ليجد تلك الفاتنة وهي
تبيع علب الكبريت.. ويحبها.. حتى تكتشف أن ذلك القلب أشبه بفندق سبعه نجوم.. يحب
الجميع ويتسع الجميع...لست هنا أعطي محاضرة في أساسيات الحب.. ولكن لأن الساخر..
يسير عكس التيار.. فلم أجد من بين كل النساء إلا هي تلك السمراء... التي اصنع من
رموش عينها وطن... ومن ابتسامتها.. أعمر الأرض... ومن لون عينيها ... أضيء
الوطن...
*******
ذات مساء
كنت اسأل نفسي وأحدثها... لما أحببتها.. هل لأنها هي والوطن سواء...وكنت أقارن
بينها وبين كل النساء وأخيراً اكتشفت أنها غير كل النساء. هي كل النساء..مميزة بكل
شيء..
-لم يكن ذاك
الصباح كأي صباح لقد بدأ لي ذاك الفجر وكأن السماء مفتوحة.. وإن أمانينا قد رفعت
لها في تلك الليلة .. و دبت فيها الروح ...! .. تمنيت تلك الليلة دون إن تدري
حبيبتي.. أن تجد أحلامي أرض خصبة تزرع فيها ثمار الهوى.. وعناقيد الحب ..
وتمنيت أن يكون قلبها ثرى روحي وضماد جروحي
..تمنيت وتمنيت ..حتى نفذت مني الأماني.. وما نفذ عطاء ربي سبحانه.
تمنيت ألا يكتب علينا فراق.. ولا تجد سحب الصد
والهجران لها متسعٍ في سماء حبنا ..كنت منشغل بالأماني حولها ولها ولأجلها ..حتى
أتاني صوتها يدغدغ مني المسامع...ويعبث بكريات الدم الزرقاء كزرقة
ثوبها...والحمراء كاشتعال قلبي أمامها ...وهي في خدرها عذراء المشاعر والوطن ..!
قالت:
-أين أنت
شارد الفكر عني ... أخبرني من ذاك الذي أخذك مني ..
تبسمت لها
بخجل المحب الملهوف ..
فقالت: ما
كل هذه الابتسامة إنها تصهر الصلب وتفتت الحصى
و تذيب
جبالٍ من جليد وتشعل القطب نارا تستعر ..فقلبي اضعف مما قد تظنه أو يخطر ببال بشر
..!
قلت لها:
- يكفيك
إشعال قلبي.. أما كفاكِ منه الاشتعال .. !أما ترحمي .. الم تحترقي بعد .. وكل
تآكلت منه الأطراف ..!
قالت: وقد
توارت في جلباب السكون .
-وهل تحرق
النار النارَ ..
شعرت ببعض هدوئها رغم وجود رعشة ظاهرة لي ...وكأنها
تحاول أن تخفي شيئاً يمر وينذر بهدوء ما قبل العاصفة ..! قلت لها:
-يا ذات
الثوب الأزرق. لقد قررت أنا وبصحبة كل المشاعر أن ندعو الله .. الرحمن الرحيم
لنزول المطر على أرض العشاق ... أو أن تكل الغيوم التي تراود ثرى قلبي ..فتهادي
الثرى بزخات من الندى.. تريح الأرض من الفوران والثوران ..!
قالت: وهي
ضاحكة
- سمائي
أمطارها لا تنقطع وأرضك خضراء كالجنة
أثبتي ذلك سيدتي ...
-انتم
العارفون ومن عرف لا يعرف ..!
- إذن فإني
قد وضعت لجام فــرسـي...وهذا نصل السيف يعلن انهزامه..وتلك عباءتي.. أضعها لك
أستحليها لك مقعد..أقف وقفة أسير .. ينتظر عطف مولاه ...
- وما شكواه
..!
-أن تخبريني
.. من أنا لك ...وأن تخمدي ذاك البركان فقد اقلق مضجعي حنينه بالليل والنهار
فما والله
عدت أطيق له بكاء ولا والله عاد صراخ يجدي معه ولا نواح ..! فأما وان يجد منك
الرأفة ويستكين..وأما وقد حكمتي عليه بالاشتعال ... فلن يخمد بعدها ..حتى يقضي
الله أمراً كان مفعولا..!!
صمتت وأخذت
تفكر مليا ...أشبعت فراغات المسافة بيننا بالصمت والتفكير ..ولم انطق أنا الأخر
كلمة أخرى بعد صمتها ..بل أنني ظللت في حكم الأسير ينتظر ما ينتج عنه قرار
الأمير...كنت انتظر عن ماذا سيسفر هذا الحديث ..حتى أتاني همسها على استحياء ..بعد
أن كاد صبري أن ينفذ ما تبقى له من رابطة جأش وتماسك ..!وينفجر بوجه الحياء ما عدت
أطيق صبرا ولا ابتلاء...
قالت
:والقول ها هنا قولها ... قالت: وزاد في القلب حبها ...قالت: وشتتت كل بقايا جيوشي
... واستولت على قصوري وقلاعي ..ووجهت ضربة أستباقية مباغته..وعطلت كل خطوط
الإمداد ..و نسفت أسوار مملكتي وحطمت دروع مقاومتي ..لتدخل وتتوج على عرش ذاك
الفؤاد القابع في الزاوية اليسرى من هذا الجسد الفاني ..ملكة زمانها ووحيدة
أقرانها .. ملكة متوجة ليست ككل النساء ..بل إنها كل النساء .. حواء البكر .. حواء
الأولى .. !
قالت:
والقول قولها .. قد جرى على لسانها :
- أتريد أن
تعرف ما أنت لي؟ ... وكيف أنت لي؟ .. ومن تكون أنت لي؟...لتعرف ذلك عليك أن تسأل
الشمس ماذا يكون لها الشعاع ...وماذا يعني اللون الأخضر لأوراق الشجر... وهل نجد
العطر دون ورد وزهر ؟ وهل تفترش الأرض
بالخضرة دون مطر.. ؟؟ وكيف يصبح القمر دون ضياء؟؟ ... وكيف لو غابت السحب
عن السماء؟؟.. وهل الحياة أساسها الماء؟..هل ممكن أن يختفي الليل والدنيا تصبح
نهار ...أو هل ممكن أن يغيب الخير و يسود الأشرار.؟.. أن كان كل هذا عادي ومحتمل
وممكن يكون ...فتأكد وكن على يقين غيابك عن حياتي لا يمكن يكون..
فأنت..البصيرة
قبل البصر .. والعين قبل النظر ... والدم وكل نسم أنفاس الحياة والقوت والمياه ..
دفء الشتاء والإخلاص والوفاء...حنيني لك ليس لأهل العشق فيه من نصيب ...وشوقي لك
سجلت براءة انبثاقه في سجل المخلصين...لو أحبك أهل الأرض حبي لك يعدلهم ويزيد
...صدقني ما أمازحك كل هذا يقين بل انه أكيد...لو أحبوك منذ عرفوك فقد أحببتك قبل
أن أولد ...ولو أحبوك لأجل أمتعتهم بالنظر إليك .. فقد أحببتك قبل أن أراك ..ولو
أحبوك لأنك متفرد بالجمال والوسامة فقد أحببتك من الداخل ..أكثر ولو حصدت من
الجمال انعدامه .... ولو أحبوك لأجل طيبك وإخلاصك وذوقك وإحساسك... فقد أحببتك بكل
عيوبك وأخطاءك ..!
لأنك بنظري
أجمل من الجمال ...يقولون لك ... أنت الأقرب للكمال في البشر ..أقول لك ولو كنت
أخر البشر بالكمال لأحببتك... فأنت فردوسي .. يقولون بك طفرة قلما نجد مثلها..
أقول لك..لم يروك من الداخل وإلا لَعرفوا أن الطفرات مجرد أمثلة دون سن بلوغ النضج
فيك
فأنت
بالنهاية معشوقيِ ودنياي وأحلامي و كل المنى ..!
أتعلم
..أحياناً تكون هناك حقيقة واضحة...لكن وضوحها يجعلها شيء لا يصدق لدى البعض..
حبيبي
...حين أقول أنك أبني اقسم أنني لا أبالغ...أنت لا تعلم ..شعور أمٍ بـُشرت بطفلٍ
بعد أن كانت عقيم..قد تكون الأحاسيس كثيرة ..لكنها غالباً فـوق مستوى الكلام
اليوم ..أنا
و أنت نجـلس هـنا كعادتنا كل مساء ...تغطينا السماء...نجلس هنا وقد أوقفت مركبَ
شوقي على شواطئ قلبك ..
أتعلم
..!!لا يهم من وقف على هذا الشاطئ قبلي ..المهم أنني اليوم أقف به وحدي...أريدك أن
تقترب مني أكثر ..أجل أكثر...هل تسمع شيء ؟؟أجـل ..إنه قلبي ...هل سمعت كيف يكون
له إيقاع مختلف حين تكون بقربي؟؟
حين أتانا المساء من جديد.؟ أمسكت كفي و أخذت
تقرأها. سألتني بهمس ٍ..
-لو أنك ترى
الآن كل من عرفت.. من ستختار من بينهم ,,لتقول له أنك تُحبه ...؟؟
-أنتِ
(تبسمت)فقالت:
- و من منهم
هو أكثر من أحبك؟
- أظنها
"أميرة حرف التاء "
مرت سحابة
حزن غطت وجهها...اقـتربت لأهمـس بأذنها ..
ألـستِ أنت
"يبدأ اسمك بحرف التاء"...
حينها نظرت
إلى عينيها..لم تكن هي المرة الأولى التي انظر في عينيها..فلعينيها سحر موسى
...وتراتيل داوود ...وجمال يوسف و عفة مريم .. ولعينيها حدة زرقاء اليمامة ..
وعذوبة شعر أبو الطيب ..وشجاعة الحمداني وبريق سيف عنتر ..! .. إنها بحر عميق
متلاطم
ملئ
بالأسرار والأخبار ..وقصص إلف ليلى.. وألف سندريلا..ومائة بثينه ...وعشرات من لبنى
إنها السحر
الذي لم تخطه يد ساحر.. أو طلاسم مشعوذ ..أو تمسه يد جراح تجميل .. بل أنشأتها
قدرة الرحمن في ذاك الوجه الجميل المليح بالملامح الملائكية الطاهرة الشقية ..!
شقية حد الطفولة ووقورة حد الرهبانية إنها الآسرة الكاسرة.. بعينها وذاتها وحدة
النظر في طرف الرمش الكحيل ...حين انظر لتلك العينان احمد ربي ألف مره إنني لا
أزال أقف على قدماي...ولا أزال متماسك ورزين ... ولا أزال أحفظ لنفسي هيبتها
ووقارها ...فتلك العينان تنادي بصوت مبحوح.. وتتحدى كل الشواطئ وكل المرافئ أن
تقاوم سحر المحيط ...ذاك المحيط الذي يسكن حدقة عينها الواسعة البنية
اللون...تقارب لون العسل في المذاق الجميل ورحيق الشهد الأصيل ...آه من تلك العيون
... إلى أي البلاد أرحل منها .. وفي أي الأوطان اختبئ عنها وأهرب سحرها النافذ
...والواقع بكل الأحوال على مقدمة الناصية في هذا القلب الصغير ..!
قلت لها..!!بماذا تكتحل هاتين الزمردتين .. إلا
تخشين أن يجرح الهدب الخد المليح ...قالت ساخر .. كلامك جدا مريح وبالحقيقة ما
توقعتك هكذا صريح...قلت لم تترك لي عينيك مجال للصمت فقد سلبت التفكير مني بكل
الوقت...أقول لك سراً.. أني أغار من مورد الكحل وهو يلامس عينيك..فكلما حاولت أن
أشيح بالنظر عنها طوقتني همسات الثغر الودود...فعدت لأجدهما لي بالمرصاد فتنهزم
جيوش المناعة وأتقدم أتودد إليهما بالوعود
أه يا سيدتي
...لو تعلمين ... كم من القتلى قد جندلت هذه العيون ... أول قتلاها ...أشواقي عند
عتبة الأبواب .. ومن ثم لهفتي تجاوزت كل الحدود...ومن بعدهما جاء النحيب ينوح على
قتلاه والأنين له يجيب
أه يا
سيدتي...أني مقتولٌ .. مقتول ...و المتهم في ذاك هو ما غيره وحيد .. انه هذه
العيون التي قتتلنا ثم لم يحينا قتلانا
قالت:
-ابسط كفك..
- أتجيدين
قراءة الكف؟
- أجيد
قراءة قلبك وعينيك… فقط…
- وما تريد
بكفي…
- اكتب فيه
- هذا كفي
وماذا تكتبِ
قالت : بعد
أن مسكت كفي سأكتب :
-أنت
حبيبي…لأنك قلبي النابض
أنت حبيبي…
لأنك ذرات الهواء التي أتنفسها
أنت حبيبي…
لأنك لغتي التي أتحدث بها
أنت
حبيبي…لأنك همس حروفي التي أكتبها
أنت حبيبي…
لأنك مرفأ لمراكب شوقي
أنت حبيبي…
لأنك أمواج الحب التي تتلاطم بها مشاعري
أنت حبيبي…
لأنك تلك النقطة العذبة التي أمطرت بها سحب خيالاتي
أنت حبيبي…
لأنك…و لأنك….و لأنك…كثير... اكتب فيك ما لم يكتبه احد من قبل…
قلت لها
:
-دعيني أنام
في سرير عينيك… وأتغطى برموشك… وهاكِ يدي وكفي ابسطها إليك…
صمتت كثيرا…
وكأنها تقرءا أفكار النجوم ... زادت من صمتها…فقالت : بصوت خافت..
- اكتبني..
- كتبتكِ
بحبر خاص مصنوع من رحيق القلب
- : زدني
- رسمتك وسط
العين….فلا أرى إلا بك…ونحت أسمك في كل زوايا
وجدران القلب..وبنيت لك عرشا ًلا يليق إلا بك…
- زدني أكثر
- أنصتي
ألان واسمعي تلك الأصوات المنبعثة من الفؤاد…
- لمن كل
هذه الهتافات التي يرددونها
-لك فقط.
“أبرقت
عينيها كأنها إشراقه شمس …فخيل إلي أنها إضاءة الكون بابتسامة عينيها. ..فقالت:
- ومن هؤلاء
الذي يهتفون…
- رعيتك….
الساكنين في مملكة العشق والهيام… فقد تمردوا عليّ وأقاموا مظاهرة باسمك…ويهتفون بك…
أمهليني فقط …إن أكون لك ِحبراًً وحرفاًً وورقه
وديوان عشق.. ومعجم من مفردات الهوى…
أمهليني
قليلا… كي أكون لك نسيما يأتي شرقا.. .وعطر يأتي برائحته الفواحة غربا… وان أتيت
إليك شمالا فانا لك ضوء…وجنوبا ماء ومطر ومعزوفة حنان : لك فقط ومنك واليك…فأنتِ
ليس هناك إلا أنت.
قالت:
- احبك أن
ترسمني دائماً… واليوم أرسمني في عيد ميلادك…
لا لكي أكون
اللوحة المخلدة في خيالك… و التي يصعب تكرارها…
ولكن كي
أصير مصدر انبعاث كل لوحة ترسمها…وكل لون تشتقه…
أو
تكونه…ومني تأخذ إيحاء لكل فكرة ترسمها…أحبك..
قلت لها:
- أجمل شيء
فيك انك تكسري كل قيود الرتابة…وتعلني حالة التمرد عليها
- زدني اكثر
واكثر
- كتبتكِ
شعراً وسأكتبُ…فأنت تلك أللإلياذة التي أكتبها شعراً
قالت: عندما
تكتب شعراً…فاجعلني ملهمتك…واكتب في أجمل ما قد يكتب من شعر…
قلت لها: يا
سيدة قلبي..
ويا رمز
التفاؤل والجمال..
هل تسمحي لي
أن أرى
في لون عينيكِ الإجابة
أن سمحتي
بالسؤال..
قالت هلا يا
بعد روحي
يا بعد كل الروابي والتلال
هذا الآفق فأنظر بعينك...
سترى...
حرفي..
وكلماتي
حقيقه لا خيال..
قل ما تشاء
يا سيدي
يا سيد إحساسي
ونبضي وأعطني
ألف سؤال..
قلت: أكملي..
قالت : تعال
تحبني...؟!!
قلت الإجابة
سهل لكن صعب
تفسير السؤال..
الحب عندي
درس بالإحساس
والعشق يعني شيء لا يوصف ..محال
البحر بحري...والرياح العاتية
غمزة سبال...
هل تعرفين
الرمش ماذا قال..؟!!
او ما سأل
نبضي...سؤال؟!!
العين تهمس
للبصر..
والقلب يحكي
للعواطف
كم أحبك ...حب..
لا يكتب..
ولا يرسم..
على سطر
الشفايف
أن بدت في حالة استبسال..
هيا بنا
ياروح هاتي
يدكِ الحانية وأسقيني زلال..
بقلم: صالح اليافعي