الفصل الثاني
![](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgKA0a8xDrVM1IHXTJzYuXT1gBmsu6oSzPJipGYJrvv5GPKd8dU1MbLp2tNLfWfk-CZizdLBYQ98o3o6P4I0_c0DgDeUkRyJaCvEirG9Uikw9ilsDDn8WrrAArmZQigzBFFIHVMsiyY48g/s320/2.png)
بالأمس وبعد
450 يوماً وصلتني منها رسالة حملتها أليا تلك الحمامة الجميلة. لتقول
عليك الثبات
وتجاوز المرحلة الحالية… بأقل خسائر.. هذا الأهم ..ولا تنسى أن تكتب حروف من
نور..لكلمات حبرها من دم وريدك…اكتب لترجم بتلك الحروف وكر الشياطين… ومدينة
اليأس. وحارة الأحزان. اكتب فأنت الواقع ولا تنسى أن تطير به خيالاً..لتخطط بتلك
الحروف حدود السراب…ولون الشمس بسواد حبر الحروف..وارسم هناك مساحات لتعبك… وإياك
إياك أن تفرح.. ولكن افرح وخاف معاً.. فالخوف يجعلك متماشياً مع قانون السببية
بالكون…
لهذا وعلى
كل مساحات التعب..كتبت إليها…بعد 450 يوماً…وأقول:
بالأمسِ
وأنتِ تُرسلي همساتك…وعطر أنفاسكِ عبر أوردة القلب.. وشرايين الفؤاد… ارتأيتُ
وجهكِ يتلألأ..كأنهُ نجماً.. لا بل رأيتُ وجهكِ متلألئ بإشراقه وكأن النار قد
اتقدت واضطرمت من دون لهب…
هناك يا
سيدتي لازلتُ أسيراً لتلك اللمعة البارقة لوجهك الذي أصبح متلالُؤاً.. كأنهُ
غباراً من ذهب.. حتى عيناكِ كنت ولازلتُ أسيراً لابتسامتهن..حتى تلك الحدقة
السوداء.. كانت تميد..كلما تمايلتِ وتبخترتِ في مشيك… لتأتي رياح الجنوب لتحرك
خصلات الشعر الحريري…فتسقط على تلك العيون لتحجبهم…..فيصيب قلبي حزًة.. تزيد
ألمه.. فيعصف بي الجوى.. من شدة الوجد الذي بقلبي من العشق والهيام.. فتاتي أنتِ
لترفعي بعض خصلات شعر من على وجهك وتشرق الشمس بنورها من ثغرك الباسم… الذي ما أن
أراه حتى أهيم إلى الارتشاف منه..ولو رشفة واحده من رحيق العسل الذي يسيل على
شفاهك… ولعمري ما شربت قط مثلما شربت من ثغرك… واقترب إليكِ لنتناغي تناغياً
مدهشاً..وعندما أسالك ونحن نلاطف بعضنا بالحديث الحلو..وأقول اقتربي إلي…لتقتربي
أكثر وأكثر.. فانظر إلى عينيكِ وأقول: ليتني اسرق عينيك.. أو اسرق مرود الكحل الذي
تتكحل به هاتين الزمردتين… بل إميل أكثر إلى النظر إلى رموشك.. فاهمس بنفسي ليتني
أنام هناك في عينيها… ليتني أتغطى بذلك الرمش… وليتها فقط تقترب أكثر وهي تبتسم..
لتضع قبله وسط قلبي… فقد اشتد فيه الاحتراق.. فهي كفيله بإطفائه..
أنتِ ِ
ولأجل عينيك. وجمال قلبك… ونبض حبك. وسحر ابتسامتك.. وبراءة عينيك.. عشقت المدنية
وضواحيها وأزقتها وكل حاراتها…ولأجل عينيك صرت أتحسس كل تراب المدنية وأقول لقد
مرت من هنا حبيبتي…حتى رياحها تأتي بنسيم رائع… وشمسها تأتي بنور يدفئ القلوب… و
ماء مدينت-كم أتذوقه وكأنه شهد… ربما لا يتغير ولكن الإحساس إن حبيبتي تشرب منه..
أتذوقه وكأنه عسل… وان أحرقت جسمي تلك الشمس وسط النهار.. أتذكر إن حبيبتي قد
لامستها تلك الشمس فتأتي بردا وسلاما على جسمي… وعندما تشرق الشمس أرى عينيك ترنو
إلى السماء.. فينعكس لمعانهم.. مرتدا إلى الأرض ليأتي على قلبي يخترقه.. ويزيد من
نبضاته.. ليظل ينبض بك فقط… فتنطق لساني وتقول احبك.. احبك… كم احبك
-------------
يتبع الفصل الثالث
بقلم: صالح اليافعي